الغريموري الكبير: الكتاب الملعون الذي يقال إنه يحمل قوى لا تُصدق
يُعرف "الغريموري الكبير" أيضًا باسم "التنين الأحمر" أو "إنجيل الشيطان"، وهو كتاب تعاويذ يعود إلى العصور الوسطى، يُقال إنه يحمل قوى سحرية هائلة. وفقًا للأساطير، فإن مؤلفه هو شخصية غامضة تُدعى "أونوريوس الطيبي"، الذي يُعتقد أنه استدعى الشيطان بنفسه لكتابة هذا الكتاب. ويُعد هذا الكتاب واحدًا من أكثر كتب السحر قوة على الإطلاق، حيث يحتوي على تعليمات لاستدعاء الشياطين.
أصل الغريموري الكبير وتاريخه المثير للجدل
يُعتقد أن هذا الكتاب يعود أصله إلى القرن السادس عشر، لكن خلال ما يُعرف بجنون "الغريموري" الفرنسي في القرن الثامن عشر، ظهرت نسخة من الغريموري الكبير، ثم نُشرت في القرن التالي. أما النسخة الأصلية من الكتاب، أو ربما نسخة منها، فتُقال إنها محفوظة في الأرشيف السري للفاتيكان، حيث لا يُسمح لأحد بالوصول إليها.
معنى كلمة "غريموري"
بينما لا تزال أصول كلمة "غريموري" موضوع نقاش، فإن الرأي السائد هو أنها مشتقة من الكلمة الفرنسية القديمة "جرامير" (Grammaire)، والتي كانت تُستخدم للإشارة إلى الكتب بشكل عام، وخاصة الكتب المكتوبة باللاتينية. ومع مرور الوقت، ارتبط المصطلح بعالم السحر والغيبيات، فأصبح يُستخدم للإشارة إلى الكتب التي تحتوي على تعليمات لصنع التمائم والتعاويذ وأداء الطقوس لاستدعاء الكائنات الخارقة، سواء كانت ملائكة أو شياطين.
الغريموري الكبير: أسطورة سحرية بأصول مقدسة
يُعتقد أن الغريموري الكبير كُتب لأول مرة عام 1520، ثم اكتُشف في عام 1750 في ما يُعرف بـ "قبر سليمان". كما يُشاع أن هذا الكتاب كُتب بلغة عبرية توراتية أو آرامية، مما يعزز ارتباطه بـ الملك سليمان التوراتي، المعروف بحكمته وسلطته الروحية. هذه العلاقة المزعومة مع سليمان القديم، بالإضافة إلى اللغة المقدسة التي يُقال إن الكتاب كُتب بها، أضافت إلى هالته كمصدر قوي للسحر.
مثل معظم كتب الغريموري، يحتوي هذا الكتاب على تقنيات لاستدعاء الأرواح، سواء كانوا أمواتًا أو ملائكة أو شياطين. وقد اعتُبر أحد أكثر الكتب تأثيرًا في عالم السحر والغيبيات.
الغريموري الكبير ومحتوياته الغامضة
يتألف الكتاب من أربعة أقسام رئيسية، ويُشاع أنه يحتوي على تعاويذ سحرية ونصوص تتحدث عن فساد الباباوات الجدد وتحولهم التدريجي إلى السحر الأسود والشيطانية. وتُعتبر أكثر محتوياته إثارة للجدل هي التعليمات التي يزعم أنها تُستخدم لاستدعاء الشيطان لوسيفر أو نظيره لوسيفوج روفوكايل.
أدوات الشعائر الشيطانية
وفقًا للأساطير، يتطلب أداء هذه الطقوس أداة تُعرف باسم "العصا المُدمرة"، تُستخدم لإخضاع الشيطان المُستدعى. بعد ذلك، يمكن عقد ميثاق مع الشيطان. ويحتوي الكتاب على قسم بعنوان "سانكتوم ريجنوم الحقيقي، أو الطريقة الحقيقية لعقد المواثيق". يُطلب من الشخص الذي يؤدي الطقوس امتلاك حجر الإيماتيل وشمعتين مقدستين لإنشاء مثلث المواثيق الذي يضمن الحماية من الأرواح المستدعاة.
انتشار الكتاب وتأثيره العالمي
بالرغم من أن النسخة الأصلية أو نسخة منها محفوظة في أرشيف الفاتيكان السري، إلا أن نسخة أخرى من الكتاب ظهرت خلال فترة ازدهار إنتاج كتب السحر في فرنسا في القرن الثامن عشر.
في القرن التاسع عشر، انتشر الغريموري الكبير في المستعمرات الفرنسية، وخصوصًا في منطقة الكاريبي. لا يزال الكتاب يُستخدم بشكل واسع في هذه المناطق، وخاصة في هايتي، حيث يُعرف هناك باسم "التنين الأحمر الحقيقي" (Le Veritable Dragon Rouge).
الخاتمة: بين الأسطورة والحقيقة
الغريموري الكبير يبقى واحدًا من أكثر الكتب إثارة للجدل والغموض في تاريخ البشرية. سواء كنت تؤمن بأنه مجرد خرافة، أو تعتقد أنه يحمل أسرارًا خطيرة، فإن القصص المحيطة به تجعلنا نتساءل عن الحدود بين الواقع والأسطورة.
ما الذي يجعل كتابًا مثل هذا يحتفظ بقوته وتأثيره على مدار قرون؟ ربما يكمن الجواب في طبيعتنا البشرية التي تسعى دائمًا لفهم المجهول ومواجهة المجهول بشغف لا ينضب.